أطلقت قمة «إيجيبت أوتوموتيف 2025» فعالياتها، في دورتها العاشرة مؤكدة بدء مرحلة جديدة من التحول الصناعي والتكنولوجي في السوق المصري، وترسيخ دور مصر كمركز إقليمي لصناعة المركبات والطاقة النظيفة في إفريقيا والشرق الأوسط.

وجاءت الجلسات الافتتاحية لتضع خريطة واضحة لمستقبل القطاع، مع رسائل قوية حول أهمية الذكاء الاصطناعي والتحالفات الاستراتيجية وتوطين الصناعة وبناء سلاسل إمداد محلية قوية، بما يعزز فرص التصدير ويدعم رؤية الدولة لتنمية الصناعة الوطنية.
تحولات عالمية.. وصعود صيني وتكنولوجيا ذكاء اصطناعي

أكد أنكوش أرورا، الرئيس التنفيذي لمجموعة المنصور للسيارات، أن صناعة السيارات العالمية تعيش مرحلة غير مسبوقة من التحولات بقيادة أربع ركائز رئيسية:
- الحماية الاقتصادية
- بروز العلامات الصينية
- التوسع في المركبات الجديدة للطاقة
- التحالفات الذكية
وقال أرورا: «عصر المنافسة الفردية انتهى.. المستقبل للتحالفات والتكامل التقني»، مشدداً على أن الذكاء الاصطناعي أصبح «ضرورة لا خيار»، وأن من لا يتبناه سيواجه زيادة تكاليف وضعف في الكفاءة.
وأضاف أن العالم يعيش «سباقًا ثلاثيًا» بين السرعة إلى السوق والتكامل الرأسي واعتماد الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن الصين تتصدر المشهد بفضل تفوقها في تقنيات البطاريات والشحن فائق السرعة. واعتبر أن مصر تمتلك فرصة تاريخية لقيادة صناعة السيارات الجديدة للطاقة في المنطقة بفضل رؤيتها الحكومية وقوتها البشرية الشابة.
الشركات الصينية: مصر جاهزة للتحول

ومن جانبه، قال هو يوان، نائب رئيس شركة بايك العالمية، إن السوق المصرية من الأكثر جذبًا في إفريقيا بفضل النمو الاقتصادي وارتفاع نسبة الشباب، مؤكدًا أن دخول العلامات الصينية يعزز المنافسة لصالح المستهلك.
وكشف عن خطط لتقديم طرازات جديدة من Arcfox الكهربائية، إلى جانب مركز توزيع إقليمي لقطع الغيار في دبي بداية العام المقبل بالتعاون مع شريكها المحلي «الكمبو»، موضحًا أن حل أزمة قطع الغيار يبدأ من الإدارة الفعالة.
جنرال موتورز: مصر مركز تصنيع إقليمي
وخلال الجلسة النقاشية الأولى، شددت شارون نيشي، رئيسة جنرال موتورز مصر وشمال إفريقيا، على التزام الشركة بالتوطين الحقيقي، مؤكدة أن الشركة استثمرت أكثر من 530 مليون دولار في مصر، وأن صناعة السيارات يمكن أن تسهم بـ5–7% من الناتج المحلي إذا استمر الدعم الحكومي والتحفيز الاستثماري.
نيسان: الأمن الصناعي يبدأ من سلسلة الإمداد

وأوضح المهندس محمد عبد الصمد، العضو المنتدب لنيسان مصر، أن ضمان سلاسل إمداد محلية متطورة هو الأساس لبناء صناعة قوية ومستدامة، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك كوادر قادرة على قيادة التحول الصناعي ودخول المنافسة الإفريقية.
صعود صيني يعيد تشكيل السوق
وأكد عثمان عبد المنعم، العضو المنتدب لـ«أوتو موبيليتي»، أن العلامات الصينية ارتفعت حصتها إلى نحو 35% من السوق، متوقعًا بلوغها 50% في فترة قصيرة، مشددًا على أن المنافسة المقبلة ستكون على الجودة والابتكار لا الأسعار فقط.
برنامج AIDP.. بداية الطريق
وعاد أرورا ليؤكد أن البرنامج القومي لتنمية صناعة السيارات (AIDP) يمثل «بداية الانطلاقة الحقيقية لبناء صناعة متكاملة خلال السنوات العشر المقبلة»، داعيًا لحماية الاستثمارات وتنظيم السوق لضمان نمو مستدام.
تفاؤل اقتصادي في 2026
واختتم الخبير الاقتصادي هاني جنينة الجلسات بالتأكيد على أن الاقتصاد المصري يستعيد توازنه بقوة في 2025 بفضل السياسات النقدية وتدفقات الاستثمار الخليجي بعد تعويم 2024، متوقعًا انخفاض التضخم إلى 9% في 2026 وتحسن القدرة الشرائية.
تكريمات.. واحتفال بمرور عشر سنوات
شهدت القمة عرضًا احتفاليًا يحكي تاريخ المؤتمر عبر عشر دورات، تلاه حفل تكريم لفئات ثلاث ضمت رؤساء شرفيين سابقين، وشركات داعمة لمسيرة المؤتمر، وشخصيات ساهمت في نجاحه.
توصيات القمة

وخرجت القمة بعدد من التوصيات أبرزها:
- تحويل مصر لمركز إقليمي لتجميع وتصدير السيارات
- برامج تدريب وبناء كفاءات بشرية متخصصة
- دعم سياسات التحول الأخضر والانتقال للطاقة النظيفة
- إنشاء مراكز تطوير تكنولوجي للمركبات الذكية والكهربائية
- مناطق صناعية متخصصة للصناعات المغذية
- تعزيز التعاون الإفريقي والعربي لخلق سوق سيارات موحدة
- إطلاق مبادرة وطنية للتمويل الأخضر
واختُتم اليوم الأول بأجواء تفاؤل وثقة في قدرة مصر على بناء صناعة سيارات مستدامة وذات قدرة تنافسية عالمية، وسط إجماع على أن برنامج AIDP يمثل نقطة تحول تاريخية لمسار الصناعة.










