في خطوة جديدة تؤكد ريادتها العالمية في التحول نحو التنقل الكهربائي والذكي، أعلنت الجمعية الصينية لمهندسي السيارات (CSAE) عن الإصدار الثالث من خارطة طريق تكنولوجيا المركبات الموفّرة للطاقة والمركبات الجديدة 3.0، التي تحدد ملامح صناعة السيارات الصينية حتى عام 2040، وتضع أهدافًا طموحة لتوسيع الاعتماد على السيارات الكهربائية ورفع مستوى القيادة الذاتية إلى حدود غير مسبوقة.
80% سيارات كهربائية بالكامل

تشير الخطة إلى أن الصين تستهدف أن تمثل المركبات الجديدة الموفّرة للطاقة (NEV) نحو 85% من إجمالي مبيعات السيارات الجديدة بحلول عام 2040، من بينها 80% سيارات كهربائية بالكامل (BEV)، بينما ستكون النسبة المتبقية من السيارات الهجينة أو العاملة بخلايا وقود الهيدروجين.
كما تتوقع الخطة أن تصل انبعاثات الكربون في قطاع السيارات إلى ذروتها عام 2028، قبل أن تبدأ مرحلة الانخفاض التدريجي لتتراجع بأكثر من 60% بحلول عام 2040، في إطار التزام الصين بالوصول إلى الحياد الكربوني ودعم الاستدامة البيئية.
القيادة الذاتية في مرحلة النضوج
تضم خارطة الطريق أيضًا خطة واضحة لتطوير تقنيات القيادة الذاتية، حيث من المتوقع أن تصل الصين إلى مستوى L4 من القيادة الذاتية بحلول 2040، وهو مستوى يسمح للمركبة بالقيادة الكاملة في أغلب الظروف دون تدخل بشري، مع البدء في إدخال المستوى L5 (القيادة الذاتية الكاملة) بشكل محدود في الأسواق التجريبية.
ويأتي ذلك بالتوازي مع تطوير بنية تحتية رقمية متكاملة تعتمد على منظومة “السيارة – الطريق – السحابة”، تتيح تواصلاً لحظيًا بين المركبات وأنظمة الطرق والذكاء الاصطناعي، ما يمهد الطريق لعصر جديد من التنقل الذكي.
ثورة في عالم البطاريات
من جانب آخر، تسعى الصين إلى قيادة الجيل الجديد من تقنيات البطاريات من خلال التوسع في البطاريات الصلبة (Solid-State)، التي توفر كثافة طاقة أعلى وأمانًا أكبر وعمرًا أطول من بطاريات الليثيوم أيون التقليدية. ووفقًا للخطة، من المقرر بدء التطبيق التجريبي لهذه التقنية بحلول عام 2030، مع انتشارها الواسع في الأسواق بحلول عام 2035.
مستقبل السيارات التقليدية
ورغم التحول الكبير نحو السيارات الكهربائية، فإن الصين لم تتخلَّ تمامًا عن محركات الاحتراق الداخلي، حيث تشير الخطة إلى أن جميع سيارات البنزين والديزل ستكون هجينة بالكامل بحلول عام 2035، على أن تمثل السيارات المزودة بمحركات هجينة متقدمة نحو ثلث مبيعات السيارات الجديدة في 2040.
وتؤكد السلطات الصينية أن هذا الدمج بين التقنيات الجديدة والتقليدية يهدف إلى ضمان انتقال تدريجي مستقر نحو الطاقة النظيفة دون التأثير سلبًا على سلاسل التوريد أو الوظائف في القطاع الصناعي.
ريادة تكنولوجية وصناعية
تضع الخارطة كذلك هدفًا واضحًا يتمثل في أن تصبح الصين مركزًا عالميًا للابتكار والتطوير في صناعة السيارات، من خلال التركيز على البحث العلمي وتطوير أنظمة القيادة الذكية، إلى جانب تعزيز صناعة البطاريات والمحركات الكهربائية ووحدات التحكم الذكية محليًا.
ويرى محللون أن هذه الاستراتيجية لا تقتصر على تحديث قطاع السيارات فحسب، بل تمثل تحولًا وطنيًا نحو الريادة الصناعية والتكنولوجية، بما يضع الصين في موقع متقدم داخل سلاسل القيمة العالمية للسيارات الذكية والكهربائية.
ويؤكد خبراء الصناعة أن هذه الخطة تمثل نقطة تحول عالمية، إذ تُمهّد الطريق لتغييرات كبرى في أسواق السيارات، وتنافسية الشركات، وسلوك المستهلكين حول العالم.
ومع التوسع السريع للعلامات الصينية مثل BYD وChery وNIO في الأسواق العالمية، من المتوقع أن تمتد موجة السيارات الكهربائية الصينية إلى الشرق الأوسط وأفريقيا خلال السنوات المقبلة، لتصبح عنصرًا أساسيًا في استراتيجية النقل المستدام إقليميًا.









