نجار يكشف خطط شركة “كيان” خلال 2025 .. وأزمات سوق السيارات
حل رجل الأعمال كريم النجار ضيفًا بأولى حلقات برنامج “اوتو شو” الذي ينطلق للمرة الأولى، ليُجري حوارًا شاملاً كشف فيه عن خطط شركاته التي تستحوذ على وكالة 5 علامات تجارية في السوق المصري خلال 2025 فيما يخص اقتناص المزيد من الفرص والتوكيلات الجديدة، إلى جانب الحديث عن سوق السيارات من حيث الأزمات والحلول، وما رؤيته لحلول الوضع الاقتصادي محليًا.

نجار : يجب مراقبة سعر الدولار والاستفادة من تجارب الدول المحيطة لتنشيط السياحة
لم يقتصر الحوار عند هذا الحد بل امتد ليشمل الحديث عن السيارات الكهربائية والغزو الصيني في هذا الإطار، وكيف تتعامل مجموعة فولكس فاجن مع هذا الأمر، إلى جانب تقديم نصائح للشباب في بداية حياتهم العملية، وما أفضل الأوعية الاستثمارية من وجهة نظره خلال الوقت الحالي.
أجرى الحوار أحمد نبيل الصحفي المتخصص في قطاع السيارات ومقدم برنامج “أوتو شو” .. إلى نص الحوار:
أحمد نبيل: ضيفي اليوم بأولى حلقات برنامج “اوتو شو” هو رجل أعمال أعتبره ظاهرة في سوق السيارات، وخاصة أنهُ يجمع بين 5 توكيلات أوروبية ثقيلة الحجم وهو كريم النجار وكيل “فولكس فاجن، أودي، سكودا، سيات، كوبرا”، في البداية دعنا نتحدث بشكل عام عن أزمة مصر الاقتصادية وأبعادها وتداعياتها وما الحلول المطروحة؟
الأزمة في مصر سياسية ولدينا استقرار نسبي مقارنة بباقي الدول
كريم نجار: أرى أن الأوضاع الراهنة في مصر نابعة عن أزمة سياسية في المنطقة وتحديدًا بمعظم الدول العربية، وعلى الرغم من ذلك فالسوق المحلية هي الأكثر استقرار بين النظراء بشكل نسبي، في ظل تمكنها من تجاوز كافة الأزمات السابقة مثل جائحة “كورونا” وما تلاها من أزمات في سعر العملة.
السوق المحلية جاذبة للاستثمار حاليًا .. والمستثمر الأجنبي يُفضل ثبات السياسات
أحمد نبيل: هل ما يحدث في مصر هو أزمة توافر للدولار؟
كريم نجار: أنا لا أرى ذلك، ولكن أعتقد أن الأنظار متجه نحو تحركات العملة الصعبة بشكل كبير، ومن الأفضل أن يتم مراقبتها فقط والعمل على زيادة الحصيلة الدولارية، عبر الاستفادة من تجارب الدول المجاورة كـ”تركيا” على سبيل المثال التي عملت على زيادة معدلات السياحة لديها بشكل كبير عبر خصخصة بعض الشركات المنوطة بهذا الأمر، وتطوير المطارات وزيادة حركة الخطوط الجوية.
هنا في مصر تَحسن الوضع السياحي قليلاً خلال 2024 ولكن يجب أن نشهد المزيد، وأن يتم الاهتمام بأمور خصخصة الشركات، وتحديدًا التي تؤول قطاع الأعمال العام وتتعرض للخسائر، بالإضافة إلى طرح مزيد من المشاريع الجديدة، على غرار رأس الحكمة.

فولكس فاجن تتعاون مع مصنعين من اليابان وكوريا لتصنيع سيارة بمكونات أفريقية يُخصص 50% منها للتصدير
أحمد نبيل: هل البنية الحالية في مصر جاذبة للاستثمار في ظل تذبذب العملة؟
كريم نجار: نعم أرى أن البنية الحالية صحية جدًا ومناسبة للاستثمار. وإنما المشكلة تكمن في تقلب السياسات، فالمستثمر الخارجي عادة ما يُفضل ثبات السياسات واستقرارها حتى في ظل تغير الحكومات.
أحمد نبيل: ما تعليق سيادتكم على اجتماع رئيس مجلس الوزراء الأخير مع رجال الأعمال؟
كريم نجار: جيد للغاية بلا شك، فأنا أُقدر تلك الأمور، ولكن الأهم أن يتم الاستماع لوجهات النظر، ثم العمل على تطبيقها حتى تأتي بثمارها.
أحمد نبيل: لماذا لا نرى رجال أعمال السيارات ضمن تلك القوائم في اجتماعات الحكومة؟
كريم نجار: سؤال جيد، ولكن ليس لدى أي إجابة عليه، وقد يكون الأمر يتعلق بتعارض المصالح، لدخول غالبية العاملين بقطاع السيارات في مجالات أخرى.
نعتزم طرح أول سيارة تجميع محلي في يناير 2026 بسعر 950 ألف للمستهلك
أحمد نبيل: هل ترى أن السبب يمكن في وجهة النظر السائدة بأن قطاع السيارات مستهلك وليس مدر للدولار؟
كريم نجار: هذا الانطباع المأخوذ عن قطاع السيارات خطأ كبير، فالسوق التركي وصل حجمه خلال 2024 إلى نحو مليون سيارة، في حين أنهُ في مصر وصل 100 ألف فقط شامل الوكلاء والاستيراد الشخصي وخلاف ذلك، وهذا رقم ضئيل جدًا ينم عن وجود أزمة، فالتركيز الحكومي مُنصب على التجميع وهذا بالفعل يحتاج لمزيد من الدولار لاستيراد الخامات من الخارج.
أحمد نبيل: ما الحجم المفترض أن يصل له سوق السيارات المصري؟
كريم نجار: مليون سيارة وهذا تقدير واقعي.
أحمد نبيل: كم يُقدر حجم السيارة حاليًا بين الجنيه والدولار وفقًا لوضع القوانين الراهن؟
كريم نجار: هذا الأمر يُمكن أن نحكمه بالتصدير، فتصدير السيارات من السوق المصرية ضئيل جدًا خلال الوقت الحالي، ولكن مع زيادة حجم السوق والوصول لرقم مليون سيارة قد يدفع لتصدير جزء منها وهنا ستكون المعادلة مضبوطة.
أحمد نبيل: هل قانون الصناعة الحالي في حاجة لإعادة نظر؟
كريم نجار: لدىٌ اعتراض شخصي بإلزام المُصنع بأن يُمثل المكون المحلي نحو 45 أو 46% من حجم السيارة، وهذه نسب مبالغ فيها، وكان من الأفضل أن تصل النسب إلى 10% كمكون محلي صافي، وبخلاف ذلك فإن استراتيجية صناعة السيارات الأخيرة في مصر ممتازة.
أحمد نبيل: كيف ترى الجهود الحكومية الأخيرة المبذولة في هذا الصدد؟
كريم نجاز: توجه جيد ومحفز، وإن كُنت أرى أن الاستثمار يجب أن يتجه للشركات التي تعمل في تصنيع المكونات، ونَحنُ في فولكس فاجن نتعامل مع مصنعين محليين عبر استيراد مكونات، ولكن تلك الكيانات صغيرة وفي حاجة لزيادة حجمها.
أحمد نبيل: ماذا عن مشاريع “فولكس فاجن” خلال الوقت الحالي؟
كريم نجار: لدينا مشروع طويل الأجل مع مجموعة مصنعين من اليابان وكوريا، لتصنيع سيارة بمكونات أفريقية تُشبه سيارة “سيدان”، بحجم مستهدف يصل إلى 120 ألف في العام الأول، على أن يُخصص نحو 50% منها للتصدير لدول أفريقية،

أحمد نبيل: ماذا عن مشروعكم المستهدف للتجميع المحلي؟ ومتى ستظهر أول سيارة للسوق؟
كريم نجار: أول سيارة ستصدر في يناير 2026 من التجميع المحلي بسعر نهائي للمستهلك يتراوح بين 850 : 950 ألف جنيه وفق سعر الدولار حاليًا، وهي صغيرة الحجم، نستهدف في العام الأول 15 ألف، منها 5 آلاف للسوق المصرية، و 10 آلاف للمغرب والجزائر وتونس أي منطقة شمال أفريقيا.
أحمد نبيل: هل من المُمكن أن تشرح لنا ما الذي يَحدث في “فولكس فاجن” حاليًا؟
كريم نجار: الذي يحدث بها هو ما يحدث بسوق السيارات الأوروبية، فنحن نواجه غزو صيني ليس له مثيل، وخاصة فيما يخص تصنيع السيارات الكهربائية، فشركة (BYD) أتوقع في الوقت القريب وصولها ثاني أكبر مصنع في العالم، كما أنها في طريقها لأن تحتل مكانة “فولكس فاجن”.
20 : 25 سعر الدولار العادل .. والسياسات الحالية تدفعه نحو 60 جنيه
حاليًا أصبح العمل في سوق السيارات الكهربائية ضرورة مُلحة، لابد أن يُواكب من قِبل “فولكس فاجن” ولكن ما يحدث أن العمالة بها مرتفعة جدًا وهو ما يؤثر في النهاية على سعر السيارة مقارنة بدولة الصين، هذا إلى جانب رفع الدعم من جانب الدول الأوروبية والذي كان يتم منحه عند شراء سيارة كهربائية.
أحمد نبيل: هل المنافسة الواقعة بين السيارات الكهربائية والعادية تفتح مزيد من الفرص في السوق المصرية؟
كريم نجار: لا أعتقد، ولكن من المُمكن مراقبة تجارب الدول الأخرى الناجحة في هذا الصدد، والاستفادة منها، فأنا أرى أن السوق الأفريقية واعدة في هذا المجال، ومصر لديها فرصة بأن تكون لاعب رئيسي في سوق السيارات.
أحمد نبيل: تقديراتك لسعر الدولار في ظل سياسات ترامب الحالية؟
كريم نجار: أرى أن السعر العادل للدولار بين ٢٠ : ٢٥جنيه، ولكن استمرار العمل بالسياسات الحالية سيدفعه للتحرك بين ٥٠ : ٦٠ جنيه.
أحمد نبيل: توقعاتك لسعر السيارات هذا العام؟
كريم نجار: حال استمرار التحرك وفق السياسات الحالية ستشهد قفزات كبيرة في أسعار السيارات لم نشهدها من قبل، وخاصة في ظل صِغر حجم السوق.
أحمد نبيل: ما الذي ينبغي عمله حتى يُصبح التجميع أكثر من الاستيراد؟
كريم نجار: نَحنُ لا نود أن يكون التجميع أكثر من الاستيراد، ولكن ما نريده أن تكون الغلبة للتصدير عن كلاً منهما، سواء تصدير السيارة أو مكونها، الأمر الذي يؤدي لتقليل الضغط على الدولار.
استثمارات العام الجاري تُقدر بـ 125 مليون جنيه ونستهدف دخول السوق العراقي
أحمد نبيل: حدثنا عن اهتمامك بالتعليم بمجال صناعة السيارات؟
كريم نجار: أنا أُقدر جدًا الجانب التعليمي في هذا المجال، ولدينا المدرسة التطبيقية لـ”فولكس فاجن”، تخرج منها في 2024 أول ٨٠ طالب، وأنا أسعى لأن يكون لدى ٥ مدارس بهذا الشكل، تُخرج ٣٥٠ طالب، وبشكل عام فنَحنُ نقوم بتوظيف الأمهر منهم في ظل احتياجنا لليد المُدربة في كافة المجالات.
أحمد نبيل: هل تشعر بالغبطة من التنافسية التي تشهدها من كوادر تخرجت على يد كريم النجار وعملوا في شركات أخرى؟
كريم نجار: لا، فأنا أرى أن نجاحهم هو نجاح لي، وأنا أحترم المنافسة ولدينا قدرة على تنمية المزيد من المواهب الجديدة.
أحمد نبيل: هل تُفضل أن يُدير رجل الأعمال شركته أم يقوم بتعيين رئيس تنفيذي؟
كريم نجار: صاحب الشركة ليس بالضرورة أن يتولى إدارتها، فأنا لا أتولى الإدارة بالشركة ولكن هناك لجان مختصة منوطة بذلك، فأنا أضع الاستراتيجية وأسمع آراء الإدارات المختلفة.

أحمد نبيل: ماذا عن مشاريع واستثمارات المصرية أوتوموتيف؟
كريم نجار: نُخطط لاستثمار ١٢٥ مليون جنيه في ٢٠٢٥، وتوظيف ٨٥ عامل زيادة حتى نصل لمنظومة الألف عامل، ونعتزم افتتاح فرع لـ”أودي” في اسكندرية، هذا إلى جانب زيادة حجم “سيات” بطرح موديلات “تيرا” الجديدة النصف الثاني من 2025 و “كوبرا”، وبشكل عام فنَحنُ نرى أن “فولكس فاجن” و “سكودا” لديهم العديد من الموديلات التي تمكنهم من المنافسة بشكل قوي في السوق المصرية.
أحمد نبيل: هل لديك توجه للتوسع الخارجي؟
كريم نجار: كان لدينا مساعي سابقة في تونس والجزائر ولكنها لم تُكلل بالنجاح، وحاليًا نُخطط لطرح مجموعة فولكس فاجن في العراق، وهو سوق كبير وبه فرص واعدة.
أحمد نبيل: أرى أن هناك هجرة تتم لأسواق الخليج، فما رؤيتك للسوق السعودية؟
كريم نجار: السوق السعودي كبير للغاية، ويضم قوة شرائية مهولة، وبه بنية تحتية قوية من طرق وكباري، ونمو قوي في كل المجالات.
احمد نبيل: هل فكرت في الاستثمار في مجالات أخرى بخلاف السيارات؟
كريم نجار: أنا مؤمن بسوق السيارات وأطمح بأن يصل لمليون سيارة الفترة القادمة بما يؤهلنا للهيمنة على حصة سوقية تصل 10%.

أحمد نبيل: هل تتنافس حاليًا على توكيلات صينية؟
كريم نجار: نعم لدينا توكيل يتم دراسته في الوقت الراهن بشرط لا يكون به تعارض مصالح مع “فولكس فاجن”، وكان لدينا محاولات سابقة مع شركتين ممثلين في مصر ولكن لم يتم الاتفاق لاختلاف السياسات وطريقة التفكير.
أحمد نبيل: أود أن أنتقل معك للحديث حول بداية رحلتك في قطاع السيارات؟
كريم نجار: رحلتي بدأت ١٩٨٧، كنت في مرحلة الدراسة الجامعية بالجامعة الأمريكية، وحينها تلقيت عرضًا من شركة كان لديها توكيل فولكس فاجن وأودي ومقرها آنذاك في منطقة شبرا الخيمة وتمتلك عدد ٦٠ موظف وكان نشاطها قائم على الاستيراد بشكل عام.
حينها كانت تلك الشركة معرضة للإغلاق بسبب صعوبة الاستيراد، ولكن عقب محاولات من جانبي تم حل هذا الأمر، وتم الاتفاق معهم على منحي مساهمات بالشركة لعدم قدرتهم على دفع المرتب، واستمر الأمر كذلك حتى أصبحت أملك كامل أسهمها في 2022.
وكانت أول سيارة عملت بها هي “الجولف”، ثم في 2013 تم ادخلنا توكيل “سيات” وأحرزنا بها قصة نجاح العام الماضي من خلال 8 آلاف سيارة، ثم في ٢٠١٦ حصلنا على توكيل “سكودا”.
أحمد نبيل: قدم نصيحة للشباب الصغير؟ وما أفضل وعاء استثماري من وجهة نظرك؟
كريم نجار: أنصح بالدراسة والعمل وأن يبدأ الشاب خطواته في سن مُبكر ولا حرج بأن يبدأ من الصفر، وأنا أرى أن العقارات من الأفضل الأوعية، ثم الودائع البنكي والذهب والدولار إذا توفر. ولا يمكن أن نعتبر شراء السيارات استثمار وزيادة أسعارها في وقت ما كان ناتج عن ظروف معينة.
أحمد نبيل: هل ترى من الأفضل أن يتم محاربة التضخم أم السيطرة على الدولار؟
كريم نجار: من الأفضل أن نُحارب التضخم، وأرى أنهُ من الصعب السيطرة ع الدولار.
أحمد نبيل: من أكثر رجال الأعمال نجاحًا من وجهة نظرك؟
كريم نجار: نجيب ساويرس، فهو تمكن من تحقيق العديد من النجاحات في نشاطها مختلفة ولديه مقومات كثيرة تساعده على ذلك.