كشف تقرير حديث صادر عن مؤسسة TechSci Research أن سوق ما بعد البيع للسيارات في مصر (قطع الغيار والصيانة والإكسسوارات) سجل نموًا ملحوظًا، حيث بلغ حجمه نحو 1.5 مليار دولار أمريكي في عام 2024، وسط توقعات بمواصلة التوسع ليصل إلى 2.28 مليار دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يصل إلى 7.21%.
ويعكس هذا النمو المتسارع ارتفاع عدد السيارات في السوق المصري، بالإضافة إلى زيادة متوسط عمر المركبات، مما يعزز الحاجة إلى أعمال الصيانة وتبديل قطع الغيار بشكل دوري. كما يدفع المستخدمون في مصر نحو شراء قطع غيار عالية الجودة، تشمل الإطارات، البطاريات، الفلاتر، وأنظمة الإضاءة والعادم.
القاهرة تتصدر.. والإسكندرية الأسرع نموًا

وبحسب التقرير، تستحوذ مدينة القاهرة على النصيب الأكبر من السوق، بحكم الكثافة المرورية والعدد الضخم من المركبات، في حين سجّلت الإسكندرية أعلى معدلات النمو في 2024، نظرًا لموقعها الاستراتيجي وتوسع الأنشطة التجارية والخدمية المرتبطة بالسيارات.
التحول الرقمي يعيد تشكيل السوق
أشار التقرير إلى أن السوق يشهد تحولًا ملحوظًا نحو القنوات الرقمية، إذ تعتمد شريحة واسعة من المستهلكين على منصات التجارة الإلكترونية مثل “Odiggo” و”Egyparts” و”أمازون مصر” لشراء قطع الغيار. كما ازداد اهتمام العملاء بـ خدمات التشخيص الذكي وتخصيص السيارات عبر ملحقات إلكترونية حديثة، مما يفتح آفاقًا جديدة أمام الشركات العاملة في المجال.
في المقابل، يواجه السوق عدة تحديات، أبرزها انتشار قطع الغيار المقلدة والتي تهدد ثقة المستهلكين وسلامة المركبات، إضافة إلى تقلبات أسعار العملات الأجنبية التي تؤثر على تكلفة الاستيراد، فضلًا عن نقص الكوادر الفنية المدربة لمواكبة تطور المركبات الحديثة.
شركات رائدة تدعم السوق
يضم السوق المصري مجموعة من اللاعبين العالميين والمحليين، أبرزهم Michelin وPirelli وBosch وDenso، إلى جانب شركات مصرية كبرى مثل المنصور للسيارات وغبور أوتو، اللتين تلعبان دورًا رئيسيًا في توزيع قطع الغيار المعتمدة.
من المتوقع أن يواصل قطاع ما بعد البيع للسيارات في مصر نموه خلال السنوات المقبلة، مدعومًا باتجاهات مثل الاستدامة البيئية وزيادة الاعتماد على قطع غيار صديقة للبيئة، فضلًا عن دعم الحكومة للتحول الرقمي في خدمات المركبات وتوسيع نطاق التجارة الإلكترونية.